المقدّمة
أ. خلفية البحث
الأدب من الكلمة التى تطوور معناها يتطور حياة الأمة العربية وانتقالها من دور العباسية الى ادوار الأندلسية والحضارة. الأدب تعبير باللغة, باللفظ و الجملة, فاذن هو تعبير باللغة تكون اللفظ والكلمة اساسه ومنطلقته. وليس كل تعبير يسمى ادبا. وهو ابداع الخيال الذي فيه حاصل الإبداع على اساس صياغه فنية لتجرية من اللغوية المعنى. وقد اختلف المعان متقاربة حتي اخذت معناها. سواء كان شعرا او نثرا, وذلك البحث سيبحث الباحث في التاريخ اللغة والأدبي. اما عمن المعنى التاريخ الأدب اللغة هو العلم الباحث عن احوال اللغة, نثرها ونضمها في عصورها المختلفة
.
وكان تقسيم العصر في التاريخ الأدب اللغة العربية يتأثر. بمميزات الثقافة والحكومة. وهذا التقسيم حسب العصور فيراد به الكلام عن العلوم كلها معا في كل عصر على جده. وهذا الذي احتراه جرجي زيدان في كتاب "تاريخ آداب اللغة العربية" لأنه يكون من تأثير السياسية والإجتماعية والثقافة وانقلابتها في العلووم والأدب
.
ب- أسئلة البحث
انطلق من خلفية البحث السابقة فتلحص الباحثة مشكلات بحثها, كما يلى:
- كيف حالة التاريخ الأدب القديم؟
- كيف التاريخ الأدب في عصر دولة العباسي؟
- كيف التاريخ الأدب في عصر اندلسي؟
ج- أهداف البحث
- لمعرفة حالة التاريخ الأدب القديم.
- لمعرفة التاريخ الأدب في عصر دولة العباسي.
- لمعرفة التاريخ الأدب في عصر اندلسي.
البـــــــــــــاحثة
العصـــــــر العبّاسي
قامت الدولة العباسية بعد سقوط الدولة الأموية نتيجة الثورات وسقوط آخر خلفاء بني أمية في معركة الزّاب شمال العراق سنة132 هــ . الدولة العبّاسيّة لجدّهم العبّاس ببن عبد المطّالب, وقد عاشت الدولة اكثر من خمسة قرون حتّى سقطت على يد المغول سنة 656هـ . وقد تقلبت آدب االلغة العربية في اثنائها بالتقلب الدول وتغلب الأمم على ماقتضته الانقلابات السياسية أو الإجتماعية. يتفق بعض المؤرخين على تقسيم الدولة العباسية الى عصرين متميزين : عصر عباسي أول يعبرون عنه بالعصر الزاهي . ويعمد فريق من المؤرخين الى جعل العصور العباسية أربعة تبعا للنفوذ السياسي الذي شهدته بغداد وللأوضاع السياسية التي كانت سائدة. فقسم العصر العباسي إلى أربعة ادوار أو عصور, وهي:
1- العصر العباسي الأول: من ظهور دولة عباسية سنة 132هــ الى أول خلافة المتوكل سنة 232هــ ونسمية العصر العباسي الأول.
2- العصر العباسي الثاني: من خلاف المتوكل سنة 232هــ الى استقرار الدولة البويهية في بغداد سنة 334هــ.
3- العصر العباسي الثالث: من استقلال الدولة البويهية سنة 334هــ الى الدخول السلاجقة بغداد سنة 337هـــ.
4- العصر العباسي الرابع: من دخول السلاجقة بغداد الى سقوطها على ايدي التتر سنة 656هــ, وسنقدم للكلام عن كل عصر بما حدث فيه من الانقلاب السياسي او الإجتماعي الذي بعث على تغيير آداب اللغة فيه. ويقال بالإجمال إن في زمن العباسيين بلغت آداب اللغة العربية أرقى أحوالها و نمهد في للكلام في ذالك بما كان تأثير القرآن الكريم في نشوئها.
أ-العصر العباسي الأول
اوالمائة الأولى من سيادة العباسيين في بغداد من سنة 132-232هــــ .هو عصر الإسلام الذهبي, بلغت فيه دولة المسلمين قمة مجدها في الثروة والحضارة والسيادة, وفيه نشأت أكثر العلوم الإسلامية ونقلت اهم العلوم الدخيلة الى العربية. وكانت دور الخلفاء آهلة بالأدباء و الشعراء والعلماء مثل بلاط لويس الرابع عشر ملك فرنسا في ابان مجده. وكانت الدولة العباسية في أكثر صاحبة السيادة على العالم الإسلامي, واوربا في اكثف غياهب الجهالة. دام نحو من قرن, امتاز باالنفوذ الفارسي, حكمه سبعة خلفاء, وهو عصر القوّة والزهر.
والعصر العبـاسى الأول هو العصر الذهبى للدولة العباسية، فقد استطاع أولئك الخلفـاء التسعة واحدًا بعد الآخر تحقيق ثلاثة منجزات كبرى، هى: تأكيد قوة الخلافة العبـاسية، والقضاء على كل المحـاولات التى كان هدفها النيـل من تلك الخـلافة وسلطانها. إقـامة حكم إسـلامى تحققت فيـه المسـاواة بـين جميـع الشعوب الإسـلامية.
رعاية الحضارة الإسلامية، فهم الذين أتاحوا لها الازدهار والانتشار.
- الإنقلاب السياسي في العصر العباسي الأول
كانت عاصمة الدولة الأموية في الدمشقي على حدود بادية العرب. وكان خلفاء تلك الدولة عربيا وجندها وقوادما وعمالهها من العرب. وكذالك كتابها وقضاتها وسائر رجال حكومتها. غلب عليها الطابع الفارسي بعكس ما كان في الدولة الأموية التي كانت عربية خالصة. أخذ العباسيون عن الفرس نظام الوزارة ، وقلدوهم في أنظمة الحكم والزي والملبس. تميز العصر العباسي الثاني بالتفكك والانقسام وتعدد الدويلات مثل :الحمدانية في دمشق والفاطمية في مصر البويهية في العراق السامانية في فارس.
- الخلفاء والعلم و الأدب
ويمتاز عصر العباسي الأول بأن من تولىفيه عرش بغداد كان من الخلفاء العلماء, فرغبو في العلم والإجلال العلماء والأدباء وسهلوا نزوحهم اليهم وأجروا الرزاق عليهم وبالغو في اكرامهم وقربوهم وجالسوهم و آكلوهم وحادثوهم وعولوا على آرائهم.
وهنالك ابناء الخلفاء والعمراء, فقد اشتغلكثيرون منهم بالأدب كإبراهيم بن المهدي أول نبغ من بني العباس في الترسل والشعر والموسيقي. وله كتاب في الأدب اسمه "أدب غبراهيم" وكتاب الطبخ والطب وكتاب الغناء, ضاعت كلها. ومن المميزة هذاالعصر إطلاق الفكر من قيود التقليد الى ما يمسّ او الدولة اوالخلافة. ولذالك فقد تعددت البدع الدينية في ايامهم ن المجوس وغيرهم, غير الفرق افسلامية وتعددها.
وكان العلوم العربية الاصلية في هذا العصر هو الألفاظ العلمية العربية, اهمها الفاظ الطبية ولم يكن منها في الجاهلية غلا مفردات كا لحجامية والكي ونحوها. واما الفاظ العلمية الأعجامية وهي ما اصطر المترجمون إلى نقله من لغته بلفظه و معناه. واكثر ما يكون ذلك في اسماء العقاقير والمراض والأدوات والمصنوعات مما لم يكن له نظير في بلادهم.
الاتصال بين الثقافة العربية الخالصة والثقافات الاخري الذى تم عن طريقين(المشافهة مع المستعربين وطريق النقل والترجمةوهو الاكثر تاثيرا) تشجيع الخلفاء على النقل وينفقون الاموال وكان المنصور اول من شجع على الترجمة وفى عصر الرشيد وبلغت اوج قمتها فى عهد المأمون.
-الشعر في العصر العباسي الأول
انتقل الشعر الدولة العباسية انتقالا كبيرا, فتحضر كثيرون من الشعراء وشاركوا أهل الحضارة بأخلاقهم و شعورهم. وكان مميزة الشعر في هذا العصر يعني طريقة النظم, تشجيع الخلفاء والوزراء للشعراء ومنحهم العطايا والهبات. اختلاط العرب بالأمم الأخرى ونقل ثقافتهم إلى العربية مما أدى إلى دخول أساليب جديدة في الشعر العربي ساعدهم على التصوير الدقيق والخيال البديع . والثان المعان الجديدة باتساع الخيال, كان الاعتقاد في الشعراء الجاهلية انهم لم يتركوا معني من معان الشعراء لم يطرقوه. الثالث هو المعاني الجديدة بالإقتباس, المعان الشعرية اقتضاها توسع الخيال بالحضارة. والرابع المبالغة في المدح, مدح العباسيون حكامهم بالمثالية الخلقية الرفيعة كشعراء العصر الجاهلي والإسلامي مضيفين مثالية الحكم بشريعة الله . والخامس وصف الخمر والغلمان,وأشهر من نظم في وصفها في الشعر ابو نواس. والسادس الشعر المجون, ثم الأخر يعني وصف الرياض والأزهار. واما الشعراء في عصر العباسي يعني:
-ابن المعتز
-أبو الطيب المتنبى
-ابن هانئ الاندلسى
-أبو العلاء المعرّى
-ابن خفاجة الأندلسى
-الطغرائى
-البهاء زهير
-بشار بن برد
-أبو نواس
-مسلم بن الوليد
-أبو العتاهـية
-أبو تمــام
-البحترى
-ابنالروم
-طبقة الشعراء في العصر العباسي الأول
إن عدد الشعراء في هذا لعصر أضعاف الشعراء العصر أموي لأن مدة العصر العباسي أطول. لأن ذلك تنقسم الشعراء الى طبقات:
-الشعر المتحضرون
-شعراء لم يتكسبوا بالشعر
-شعراء لم يتحضروا
انقسم الهجاء في العصر العباسي إلى قسمين : هجاء سياسي وهجاء شخصي ، وقد امتاز اللونان معاً بالسخرية الشديدة والإيذاء المؤلم .أصبح الهجاء شعر مقطوعات قصيرة ، وليست قصائد مطولة كالمديح ، أو الهجاء عند القدماء . لم يعد الهجاء القبلي كما في شعر النقائض ، بل مال إلى الشعبية والهزل . وقد اعتمد الهجاء الساخر على توليد المعاني واستقصائها هجاء المدن.
تأثير علماء اللغة على الشعراء من حيث جمعوا لهم اللغة والشعر الجاهلي ، ووضعوا لهم قواعد يسيرون عليها في قصائدهم الأيمان الكامل لعلماء اللغة بأن الشعر القديم هو القدوة المثلى ، ولا ينبغي لأحد أن يحيد عنه، ولا التجديد فيه. خوف علماء الدين وعلماء اللغة أن يصعب فهم دلالات ألفاظ القرآن الكريم والحديث الشريف على حديثي الإسلام واللغة . تشجيع الخلفاء العباسيين للشعراء هذا الاتجاه وتحفيزهم بالمال والعطاء حين يمدحهم الشعراء بمباركة من علماء اللغة المقربين من الخلفاء .
ب- العصر العباسي الثاني
يبدأ هذا العصر بخلاف المتوكل على الله العباسي سنة 232هـ، وينتهي بظهور الدولة البويهية سنة 332هـ، وقد يسمى العصر التركي لتسلط الأتراك فيه على أمور الدولة تمييزا له عن العصر الماضى وهو فارسي لتغلب العنصر الفارسي فيه. وأما الأتراك فأول من استكثر منهم وقدمهم في الدولة المعتصم، وبدأ استبدادهم في أيام المتوكل على الله لأنه كان يكره الشيعة العلوية، وهم من الفرس
-السياسية
قيام الصراع حول السلطة بعد وفاة الخليفة هارون الرشيد بين ولديه (الأمين) الذي كان ينتمي إلى أصل عربي وأخيه (المأمون) الذي كان ينتمي إلى أصل فارسي وانتهى الصراع بانتصار المأمون ومقتل الأمين وبالتالي قوي نفوذ الفرس. ظل للفرس نفوذ قوي في الدولة العباسية إلى أن تم مقتل الخليفة المتوكل واخذ الترك مكانهم قامت الثورات كادت تعصف بالخلافة العباسية منها:
أ. ثورة الزنج، واستمرت أربعة عشر عاما.
ب.ثورة القرامطة،التي أحدثت اضطرابات خطيرة في الكوفة والبصرة ودمشق. القرامطة: هم فرقة من الزنادقة الملاحدة ينكرون الرسل والشرائع وقد ظهر سنة 277هـ.قامت عدة حركات انفصالية، واستقل كل أمير بإمارته. كانت النهاية المحزنة للدولة العباسية بهجوم المغول على بغداد واستيلائهم عليها سنة 656هــ
-مميزات هذاالعصر
بمتاز العصر العباسي الثاني بالنظر إلى آدب اللغة بأمور تمت فيه، وهي:استقر الخط العربي على القاعدة التي وصلت إلينا، وقد وضعها أو ضبطها ابن مقلة المتوفى سنة 328هـ. ظهر أثر الانقلاب الأدبي في ألفاظ اللغة العربية، فتنوعت معاني بعضها حتى خرجت عما وضعت له في المعاجم. وشق ذلك على أدباء اللغة، فوضعوا المقالات أو الكتب في انقاد ذلك وإصلاحه. ترجمت التوراة إلى اللغة العربية ترجمة لا تزال باقية إلى الآن. ويغلب على الظن أنها ترجمت كلها أو بعضها إلى العربية قبل الإسلام وشاعت بين أدباء العرب وضاعت في صدر الإسلام. ثم ترجمت ترجمة أخرى في زمن المأمون على يد أحمد بن عبد الله بن سلام.
-مميزات الشعرفي هذا العصر
ظهرت في هذا العصر شكوى الشعراء من ذهاب دولة وانقضاء العصر الذي كان الشعر فيه يثير النفوس ويستنهض الهمم بذهاب الخلفاء والأمراء الذي كانوا يعرفون قدر الشعر ويقدمون أصحابه بالسخاء. وقد عبر ابن الرومي عن ذلك. كثر فيه ذكر المعاني الفلسفية وتعبيراتها لتفشي علوم الأقدمين بين المسلمين على أثر ترجمة الكتب. في العصر الماضي وفي هذا العصر.
ظهر فيه البديع ولم يكن منه قبلا إلا نزر يسير. على أن البديع قديم في العربية حتى في النثر فضلا على الشعر، لأن هذه اللغة تمتاز بقبولها للاستعارات والكنايات ولكن المشهور أن أول من فتق البديع بشار بن برد وابن هرمة، ثم اتبعهما مقتديا بهما كلثوم بن عمرو والعتابي ومنصور النمري ومسلم بن الوليد وأبونواس واتبع هؤلاء أبوتمام والبحتري، ثم ابن المعتز فانتهى البديع إليه فإنه ألطف أصحابه شعرًا واكثرهم بديعا.
نبغت طبقة من الكتاب انتقدوا الشعر وروايته، وكانوا ينقلونه في العصر السابق بلا تمحيص. فصاروا في هذا العصر ينظرون فيه ويتدبرون معانيه وأساليبه بعين النقد، ولا سيما بعد اطلاعهم على ترجمة كتاب أرسطو في نقد الشعر الذي نقله أبو بشرمن السريانية إلى العربية. تقدم الشعراء خطوة أخرى في الزهريات والنغزل بها كقول ابن المعتز يصف قضيبًا من الريحان.
كان أشهر الشعراء في العصر العباسي الثاني:
-ابن الرومي
-البحتري
-ابن المعتـز
-البسامي البغدادي
-الخبز أروي
-ابن العلاف
- الأدب والأدباء
مميزات الأدب أنه كان في العصر الماضي مقصوراً على النقل بلا تصرف، فكان همُّ الأديب أن يروي ما سمعه بالإسناد إلى الراوي أو سرد ما عاينه. كما يفعل حماد، والأصمعي، وأبو عبيدة. إن ما ألم بالأمة من تغير الحال لفساد الحكومة وتولي النكبات على الخلفاء حول همَّ المفكرين إلى نشر الحكم وأخبار الزهد.
أخذ يجمعون شتات أخبار العرب على اختلاف موضوعاتها ومصادرها في كتاب واحد أو بضعة كتب، وترتيبها في أبواب مبنية على الحكمة المستفادة. تغيرت وجهة الأدب في نظر الأدباء، فقد كان الغرض منه في الأكثر طلب الرزق في دور الخلفاء بما كان لهؤلاء من الرغبة في الإطلاع على أخبار العرب وأشعارها وأمثالها. وكان الأدباء في هذا العصر فيما يلى:
- الـجاحـظ، توفي سنة 255هـ , الكتاب البيان والتبيين: في الأدب والإنشاء وأبحاث في البيان والخطابة والخطباء والسجع والشعر والشعراء والنساك والزهاد وأمثلة من خطب النبي ص والخلفاء.
- السكـري، توفي سنة 275هـ, يجمع الأشعار في العصر الجاهلي وصجر الإسلام. كتاب أخبار اللصوص: فيه أخبار بعض لصوص الأعراب نشرت قطعة منه في ليدن سنة 1859.
- ابن قتيبة، توفي سنة 276هـ, كتاب الشعر والشعراء: يحتوي على تراجم ”المشهورين من الشعراء الذين يعرفهم جل أهل الأدب.
- ابن أبي الدنيا، توفي سنة 281هـ, الفرج بعد الشدة: مجموع أخبار اتفقت لأناس أصابهم فيها بعد الشدة فرج.
-قدامـة بن جعفر، توفي سنة 337هـ, كتاب نقد النثر: وهو أول كتاب مستقل في هدا الموضوع.
- الوشاء، في القرن الثالث ,كتاب الموشى: وهو فريد في بابه يمثل آدب العصر، ويتخلله كثير من المواعظ والحث على المصادقة والإخلاص والتعفف.
- ابن عبد ربه، توفي سنة 328هـ, العقد الفريد: هو كتب الأدب وأوسعها.
-أبو بكر الصولـي، توفي سنة 335هـ, جمع أشعار كثيرين كما فعل السكري بأشعار القدماء.
-التاريخ والمؤرخون في هذا العصر
يمتاز هذا العصر بكتابة التاريخ العام الشامل لأخبار القدماء والمحدثين مما لم يتعرض له أهل العصرالماضي. وإنما عمد أهل هذا العصر إلى التأليف فيه بعد أن اطلعوا على ما نقل من نوعه إلى العربية من كتب الفرس وبعد اتساع معارف القوم على أثر ترجمة كتب العلم القدية على أهل الأمم. فالمؤرخون في هذا العصر ينقسم إلى أربعة أقسام: 1) مؤرخو الفتوح، 2) مؤرخو أخبار العرب وأحوالهم وشعرائهم والأنساب والطبقات وغيره، 3) مؤرخو البلدان والأمم، 4) مؤرخو التاريخ العام.
-الجغرافية
أسباب وضع الجغرافية عند العرب, كان المسلمون على اختلاف بلاجهم يية إلى العربية حجون إلى مكة، والحج فريضة على كل مسلم. والقدوم إلى مكة يفتقر إلى معرفة الطرق والمنازل. كان المسلمون يرحلون في طلب العلم إلى سائر الأمصار الإسلامية، والرحلة تستلزم معرفة الأماكن والمناطق. أبحاثهم في تحقيق أسباب الفتح لضرب الخراج والجزية واجتناء المقاطعات، وهذه أيضا تفتقر إلى تعريف البلاد وطرقها.
فلما ترجمت الجغرافية إلى العربية واطلع العرب عليها، أخذوا في تأليف الكتب على مثالها وتوسعوا في ذلك وزادوا عليه ما عرفوه من قبل. ولم يكتفوا بالنقل والسماع، ولكنهم ركبوا البحار وجابوا الأقطار شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وكتبوا ما شاهدوه. على أن علم الجغرافية عند العرب لم ينضج إلا في القرن الرابع الهجرة، فهاتفت الناس على التأليف فيه. والمؤلفو الجغرافية العامة ومؤلفاتهم فيما يلى:
1. ابن خرداذبه في أواسط القرن الثالث الهجرة
2. قدامة بن جعفر
3. كتاب البلدان لليعقوبـي
4. ابن الفقـيه
5. ابن رستـه
وكان المؤلفو الجغرافية الخاصة ومؤلفاتهم فيما يلى:
1. ابن الحالك توفي سنة 334هـ
2. ابن فضـلان
3. سلسلة تواريخ
4. عجائب الهند
-العلوم الإسلام
كان العلم الكلام أو التوحـيد,علماء الكلام:
- الإمام أبو حنيفـة
- أبو حذيفة واصل بن عطاء الغزال المتوفى سنة 131هـ
- أبو الهذيل محمد بن الهذيل العلاف المتوفى سنة 232هـ
- أبو علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي المتوفى سنة 303هـ
- أبو الحسـن الأشعري المتوفى سنة 333هـ
ج- العصر العباسي الثالث
يبدأ هذا العصر باستقرار الدولة البويهية سنة 334هـ وينتهي بدخول السلاجقة بغداد سنة 448هـ. حالة الخليفة أسواء من عصر قبله لأن هذه الدولة بمذهب الشيعة. وكانت الخليفة كموظفة، وليس له السلطة. قسم الدولة البويهية السلطة إلى ثلاثة أقسام: على في غرب الفرس، حسن في شمال وأحمد في الأحوز، وسيط، وبغداد. إذن انتقل عاصمة هذه الدولة من بغداد إلى شيراز. رغم أن ضعفت الدولة في حالة السياسية، ولكن تتقدم كثيرا في مجال العلوم. ظهر في هذا العصر ابن الفاربي، ابن سينا، البيرونـي،ابن مسكويه وإخوان الصفاء. ويتقدم كذلك في مجال الإقتصادي، الزراعي، التجاري والعمران في بناء المسجد والمستشفى. وقعت الثورات بين أهل السنة والشيعة.
-تنقل العلوم في المدائن الإسلامية
رأينا فيما تقدم أن العلوم الإسلامية نشأ معظمها في البصرة والكوفة، ثم تحولت إلى بغداد بعد استبحار عمرانها في العصر العباسي الثاني، فأصبحت بغداد في ذلك العصر كعبة العلم يحج إليها العلماء. حتى إذا تولى المعتصم والستكثر من الأتراك وظهرت منهم الأساءة لأهل بغداد، نفر الناس وتباعدت القلوب. ولكن المعتصم كان على مذهب أهيه المأمون في الإعتزال وإكرام الشيعة، فظلت بغداد على نحو ما كانت عليه في أيام المأمون. وكان الواثق يتشبه بالمأمون في حركاته وسكناته. وطان يعقد المجالس مثله للمباحثة بين الفقهاء والمتكلمين في أنواع العلوم العقلية والسمعية في جميع الفروق.
-اسباب النهضة في هذا العصر
حدثت في العصر العباسي الأولى نهضة علمية, أعقبها في العصر العباسي الثاني فتور على أثر البحران السياسي الذي أخذ من النفوس رجال الدولة حتى اشتغلوا بأنفسهم عن تنشيط العلم. وأخذ الناس يتسابقون في خدمة العلم في هذا العصر من الملوك او الأمراء او الوزراء في الدول فيما يلى:
1- الدول البويهية في العراق و فارس وغيرهما, من سنة 320- 448هــ
2- الدولة السامانية في تركستان, وراء النهر, من سنة 261- 389هـــ
3- الدولة الزيارية في طبرستان, مقرها جرجان, من سنة 316- 434هـــ
4- الدولة الغزنوية بأفغانستان والهند, من سنة 351- 582هـــ
5- الدولة الحمدانية في حلب والموصل, بين النهرين والحلب, من سنة 317- 394هـــ
6- الدولة المروانية بالأندلس, من سنة 138- 422هـــ
7- الدولة الفاطمية بمصر, من سنة 357- 567هـــ
-مزايا هذا العصر
نضج العلوم وكثرة المكاتب وفيه تكونت المعاجم اللغوية واستقر الإنشاء على اسلوب أصبح قاعدة يقلدها أهل العصور التالية بما يعبر عنه الافرنج بقولهم "كلاسيك" ونضجت الفلسفة وتألفتت جمعية اخوان الصفا, واستقر قواعد الطبيعيات والطب كما ظهرت في رسائل اخوان الصفا.
أخذ ظهور الموسوعات (دوائر المعارف) في الظهور بعد ان وضع أساسها الفربي كما تقدم. وكان كتاب "مفاتيح العلوم" لأبي عبد الله محمد بن أحمد بن يوسف الخوارزمي المتوفي سنة 387هـــ ألفة لأبي حسن عبيد الله بن احمد العتبي.
تعدد العلوم حتي زادت على ثلاث مائة علم قسمها صاحب مفتاح السعادة الى ستة ابواب: العلوم الخطية- تسعة علوم. العلوم المتعلقة بألفاظ او العلوم اللسانية, والتاريخ وغيرها-44 علما. والعلوم الباحثة عما في الأذهان من المنقولات- خمسة.
التدبير المنزلـي وهو عندهم فرع من الحكمة العلمية وحده "معرفة اعتدال الأحوال المشتركة بين الإنسان وزوجته واولاده وخدامه, طريق علاج الامور الخارجة عن الإعتدال" وموضوعه "احوال الأشخاص المذكورة من حيث الانتظام" وحاصله "انتظام احوال الإنسان في منزله ليتمكن من رعاية الحقوق الواجبة بينه وبينهم".
كتاب السياسية وهي من فروع الحكمة العلمية,قلدوا بها ما نقلوه عن ارسطو. والسياسية عندهم ضروب. منها السياسية الشرعية والمدنية. وقد الف في السياسيةعلى اجمالها أبو زيد البلخي المؤرخ الجغرفي. المقدم ذكره كتابين, الكبير والصغير.
الاقتصاد السياسي وهو ممن العلوم التي يعدها اهل زماننامن محدثات هذا التمدن. لكنه قديم في آدب لغتنا يتجاوز تارخيه العصر الذي نحن بصدده,
علم العمران وغيره والمشهور أنه من ثمار التمدن الحديث. ولكنه ولد في زمان العباسيين ونضج بعدهم, وانلم تظهر فيه مؤلفات مستقلة قبل مقدمة ابن خلدون.
-مزايا الشعر في هذا العصر
حل القيود القديمـة, مقتبسات الفلسفة والتاريخ والطب والفقه ,أبواب كثيرة (أبوابا تلائم أحوال الاجتماع والمدنية، قارضات، أهمها الإخوانيات والعتاب وشكوى الدهر والزهد والمداعبات والسلطانيات والمجاوبات والمقارضات، وصار النظم في هذا الزهر بابا قائما بنفسه.المبالـغة,طول القصائد,الوصف الشعري ,زيادة أبحره وأوزانه.
-مميزات الشعراءفي هذا العصر
أنهم ظهروا وتكاثروا في أطراف المملكة الإسلامية أيضا بعد أن تفرق الأدباء من بغداد كما تقدم. ظهرت فيهم طبقة من الزوراء والقضاة والأمراء وسائر الأنحاء. تعاطي الشعر كثيرون من الفقهاء والعلماء والمنشئين والفلاسفة والأطباء. زاد عدد الشعراء فيه على عددهم في كل عصر قبله لسيوع العلم واتساع دائرة المملكة الإسلامية , وكان أشهر الشعراء في هذذا العصر:
8- أبو الطيب المتنبي، توفي سنة 354هـ
9- أبو الفراس الحمداني، توفي سنة 357هـ
10- كشاجم، توفي سنة 350هـ
11- السري الرفاء، توفي سنة 362هـ
12- ابن هانىء الأندلسي، توفي سنة 363هـ
13- الوأواء الدمشقـي توفي سنة 390هـ
14- السلامـي توفي سنة 393هـ
1- الببغـاء توفي سنة 398هـ
2- النامـي توفي سنة 399هـ
3- ابن نباتة السعدي توفي سنة 405هـ
4- الشريف الرضي توفي سنة 406هـ
5- صريع الدلاء توفي سنة 412هـ
6- مهيار الديلمي توفي سنة 428هـ
7- أبو العلاء المعري توفي سنة 449هـ
- أنواع الشعرفي العصر العباسي الثالث
1- الشعر الدوري: كان العباسيون يستحدثين اللون الشعر المعروف لاسم المزدوج. وقد خصوا به منظومات الشعر التعليمي، وفيه تتحد القافية في كل شطرين متقابلين وتتغير من بيت إلى بيت، وكأن وحدة فيه لم تعد البيت، وإنما أصبحت شطر. وأهم من ذلك أن له مزدوج مربعة بناها من أدوار، كل دور بيتان تتحد شطورهما في القافية افتتحها, وقد كثر هذا النظام الدورى المكون من بيتين بيتين، وشاع خاصة في العصر الحديث إلى اليوم. ونظام دورى ثان هو المسمطات شاع مبكرا، على سبيل المثال مسمطات لأبي نواس، أحدهما من أربعة شطور والثاني من خمسة. مثل مسمطات تميم ابن الخليفة المعز الفاطمي عن مدح أخاه العزيز.
2- الرباعيات: كثرة الرباعيات عند أبي نواس وأبى العتاهية. والرباعية أربعة شطور من الشعر تؤلف بيتين. في عصر العباسى الأول والثاني لم يكن الشعراء يقصرون الرباعية على وزن معين. حتى إذا مضينا هذا العصر ودخل عصر الدول والإمارات وجدنا الفرس يكثرون من استخدامها وسماها باسم دوبيت أي بيتين. ويشركهم شعراء العرب في ذلك، واستحدثوا جميعا لها وزنين هما: (فَعْلن فعلم مستفعلن مستفعلن) و (فَعْلُن متفاعلن فعولن فَعْلُن)
3- الموشحات: في أثناء ظهور الرباعيات والمسمطات أخذ يظهر شكل جديد من أشكال المنظومات الشعرية الدورية هو الموشحات. ومعروف أنها تتألف من شطور تسمى قفلا وشطور تليها تسمى أدوارا أو أغصانا، ومن خَرجَة يسمى بها القفل الأخير في الموشحة. كقول الصفندي في معارضة موحشة لابن اللبانة الأندلسى
4- البديعات: أن الشام منذ أواخر القرن الثاني الهجري تطورت بصور البديع الحسية التجديدية من جناس والطباق.
- الإنشاء والترسل في العصر العباسي الثالث
تمكنت الحضارة من اسلوب الترسل في هذا العصر, وتعني با الترسل الإنشاء المراسلات على الخصوص. "ويريدون به معرفة احوال الكتاب والمكتوب اليه من حيث الأدب والمصطلحات الخاصة الملائمة لكل طائفة" وهو الذي يتغير مع العصور كما بينا ذالك في كلامنا عن الإنشاء في العصر الماضي. ويشتمل على المراسلات والخطب والمقدمات الكتب لأن أساليبها متشابهة. وقد يختلف اسلوب المؤلف الواحد باختلاف الموضوع الذي يكتب فيه. ولكنها ترجع كلها الى اسلوب خاص يختلف عن اسلوب الترسل.
والكتاب في الموضوعة العلمية لا يزال على اسلوب المؤلفين المتناسق المرسل حتي يقتضي الموضوع مخاطبة القارئ, فينتقل الى اسلوب الترسل بالتشجيع او نحوه حسب العصور. فإذا فرغ من الخطاب عاد الى الإنشاء المرسل البسيط, الا طائفة من المؤلفين ارادو زيادة التاليف في مؤلفاتهم فجعلوا عباراتها كلها مسجعة.وذلك نادر وسنعود الى الكلام فيه.
- الحركة الفلسفة في العصر العباسي الثالث
كان للفلسفة شأن آخر في هذا العصر, واشتغل فيها اكثر الذين عنوا بعلوم القدماء ولا سيما الأطباء. وفي مقدمتهم ابن سينا الشيخ الئيس. وكان بعض الفلاسفة في هذا العصر يتهمونن بالكفر, والإنتساب الى الفلسفة مرادفا عند بعض المتشددين للانتساب إلى التعطيل. وشاعت النقمة على المأمون لأنه كان السباب في نقل الفلسفة الى اللغة العربية حتى قال ابن تيمية بعد ذلك,"ما أظن الله يغفل عن المأمون . ولابد أن يعاقبه بما ادخله على هذه الأمة".
وقداشتهرت في هذا العصر جمعية سرية هي جمعية "إخوان الصفا", تأليف في بغداد أواسط القرآن الرابع للهجرة. وذكروا في أعضائها خمسة, هم: أبو سليمان محمد بن معشر البستي ويعرف بالمقدسي, وأبو الحسن علي بن هارون الزنجابي, وأبو أحمد المهرجاني. والعوفي, وززيد بن رفاعة.
ه- العصر العباسي الرابع
يبدأ بدخول السلاجقة بغداد سنة 447هـ وينتهي بدخول بغداد في حوزة المغول سنة 656هـ على يج هولاكو وانتقال الخلافة العباسية إلى مصر. وقد جرت انقلابات سياسية كان لها تأثير كبير في المملكة الإسلامية والأمم الإسلامية.
-الانقلابات السياسية في هذا العصر
1. الدولة السلجوقية, أهم تلك الانقلابات ظهور دولة السلاجقة، وهي تختلف عما تقدمها من الدول التركية بأنها لم تنشأ فرعًا للدولة العباسية، وإنما قامت بها أمة ذات بطش وسلطان حملت على المملكة الإسلامية بالسيف، كما تمتاز الدولة البويهية عن سائر الدول الفارسية الصغرى. جدها سلجوق بن بكباك أمير تركي كان في خذمة بعض خانات تركستان. ظهرت المملكة العباسية قد تضعضعت بالانقسامات المتوالية، وضعف شأن البويهيين الفرس في العراق وفارس والفاطميين العرب بمصر.
وهما دولتان شيعيتلن كانتا قج تغلبتا على أهل السنة وأطثرهم من الأتراك والأكراد والعرب. فطمع سلجوق في اكتساح تلك المملكة. وكان قج أسلم هو ورجاله فنهض بهم غلى تركستان غربا، فقطعوا نهر جيحون وهم يفتحون ويكنسحون حتى امتد سلطانهم من افغانستان إلى البحر الأبيض. وتفرعوا إلى دول يمتاز بعضها عن بعض بأماكن حكمها ومدتها. فالسلاجقة العظام حكموا من سنة 429-552هـ، وسلاجقة كرمان من سنة 433-583هـ.
2. الصليبيون: في أثناء هذه المدة حمل الصليبيون على الشام ففتحوا كثيرا من بلدانهم على الساحل، وتسلطوا عليها من سنة 492-582 هـ واختلطوا بالآهلين ولاسيما المسيحيين بالزواج وغيره. والإفرنج يختلفون بأصولهم ولغاتهم وآدابهم وعاداتهم عن العرب أكثر من اختلاف الأتراك والفرس عنهم. فاختلاطهم بأهل الشام وفلسطين تسعين سنة خلف في نفوس أهلها آثارا اجتماعية وأخلاقية.
3. المغول: في أواخر هذا العصر ظهر جنكيز خان القائد المغولي، وحمل على المملكة الإسلامية في أول القرن السابع فاكتسحها وخرب مجنها وأحرق مكاتبها وقتل خليفتها المستعصم سنة 656هـ، وفر من نجا من العباسيين إلى مصر فانتقلت الخلافة العباسية إلى هناك. ولهؤلاء المغول تأثير في تاريخ آداب اللغة لكثرة ما أحرقوه من الكتب.
4. الأندلس
5. الفاطميون والأيوبيون.
- ممـيزات هذا العصر
المدارسي, يمتاز هذا العصر بانتشار المدارس في العالم الإسلامي وتغيير طرق التدريس عما كانت عليه قبلا، لأن العلم نضج في الدول الإسلامية ونبغ العلماء والفقهاء والأدباء في القرون الأولى للهجرة. واشتهر بإنشاء المدارس في الإسلام نظام الملك الفارسي وزير ملك شاه السلجوقي التركي. وأشهر مدارس ذلك العصر المدرسة النظامية في بغداد نسبة إليه. كان لها شأن كبير في العالم الإسلامي، ونبغ منها طائفة كبيرة من العلماء وغيرهم.
المعاجم التاريخية, هذا العصر كثير من ضياع الكتب بسبب الفتوح والفتن. ورأى الأدباء والعلماء لاحتفاظ بتلك الآثار . فجاءت مؤلفات ضخمة بينها طائفة من المعاجم التاريخية والجغرافية، بحيث سصح أن يسمى هذا العصر عصر المعاجم.
الصناعة اللفظية, ورغبتهم على إتقان الصناعة اللفظية والتفنن في البديع والجناس، فوضعوا علم البيان، أو دونوه وضبطوه حتى صار علما قائما بنفسه.
- الشعر في الصر العباسي الرابع
تغيرت حالة الشعر من عصر قبله. وهذه الحالة بسبب ذهاب سيف الدولة. وصارت أكثر أمور الذولة إلى الأعاجم، وانصرفت القرائح إلى الفقه والتصوف وغيرهما من العلوم الدينية. فأصبح الشاعر لا ينظم رغبة في الجائزة أو تنافسًا في التقدم لدى ولاة الأمر، وإنما ينظم في الأكثر إرضاء لقريحته، فتغيرت أغراض الشعراء من النظم وقلّ النابغون منهم. ومع اتساع الدولة الإسلامية وطول مدة هذا العصر، لم ينبغ فيه من الشعراء البلغاء نصف ما بلغ في العصور السابقة.
وفي هذا العصر نُضجت الموشحات في الأندلس وتوسع أهلها في وصف المناظر الطبيعية ووضعوا فناً آخر سمو السجل، أحكمه وأقام عماده أبو بكر بن قزمان الأندلسي القرطبي المتوفى سنة 555هـ. واستحدث أهل الأمصار في المغرب فناً آخر من الشعر في أعاريض مزدوجة، نظموه بلغتهم الحضرية وسموه (عروض البلد) استنبطه ابن عمير الأندلسي.
- الشعر المصري
1- ابن قلاقس (المتوفى سنة 567هـ)
2- ابن سناء الملك (المتوفى سنة 608هـ)
3- كمال الدين ابن النبيه (المتوفى سنة 619هـ)
4- ابن شمس الخلافة (المتوفى سنة 632هـ)
5- عمر بن الفارض (المتوفى سنة 632هـ)
6- جمال الدين مطروح (المتوفى سنة 649هـ)
7- سيف الدين الياروقي (المتوفى سنة 656هـ)
8- بهاء الدين زهـير (المتوفى سنة 656هـ)
- الإنشاء في عصر العباسي الرابع
نبغ في هذا العصر جماعة من المنشئين كما فعل الأدباء في العصر الثالث. فاشتغل بعضهم بالتاريخ أو غيره، فيأتي ذكر كل بعضهم في مكانه حسب الموضوع الذي اشتهر به. وإنما نقول كلمة في الإنشاء على الإجمال. كما التنميق في العصر العباسي الثالث يزيد الإنشاء رونقا للاكتفاء بالقدر اللازم، على ما يقتضيه الذوق السليم، من سجع أو جناس أو كناية فاستحسن أهل العصر الرابع ذلك. من أسماء المنشئين هذا العصر: القاضي الفاضل.
- العلوم اللغة في عصر العباسي الرابع
في هذا العصر وضعت أهم كتب النحو والصرف والبيان، التي كان عليها معول العلماء في نشر هذه العلوم، وأساس ما ألفه علماء اللغة في تلك العلوم في سائر العصور الإسلامية إلى عهد غير بعيد، نعني كافية ابن الحادب، وألفية ابن مالك في النحو، ومفتاح العلوم للسكاكي في البلاغة، وشافية ابن الحاجب، وتصريف العوى للونجاني في الصرف. وفيه نضج علم المقامات المعروف بمقامقت الحريري، وتم نضج علم اللغة بالقواميس التي ظهرت فيه كأساس البلاغة للزمخشري، وغيره.
-العلوم الدخيلة في هذا العصر
نضجت العلوم الدخيلية في العصر العباسي الثالث، فظهرت ثمارها في الشطر الشرقي من المملكة الإسلامية. فظهر ابن سينا وغيره، وانتقلت هده العلوم إلى الأندلس. ومنها الرسائل إخوان الصفاء فاهتم أهل الأندلس بها، واشتغلوا في علومها على اختلاف موضوعاتها. ولم يتوسط العصر العباسي الرابع حتى نبغ فيها طائفة كبيرة من الفلاسفة والأطباء. دخلت الفلسفة الأندلس في القرن الثالث، وأخذ الأندلسيون بشيئ منها، أحبوها واستغرقوا في دراستها.
-الحياة الإجتماعيّة في الأندلسي
في سنة 91, ارسل موسى بن نصير عاملا على افريقيّة فعزم على فتح الاندلس, وارسل طريق بن زياد البربري الأصل لمباشرة الفتح اول الأمر, فعبّر طارق البحر بقصد فتح الأندلس. كان الشعب الأندلس في عهد العرب مزيجا من عناصر متباينة وأجناس مختلفة. فهناك: العرب الذين جاءوا مع موسى بن نصير ومع حملات الجند. وهناك البربر الذين دخلو عزاة فاتحين مع قائدهم طارق بن زياد. وهناك الإسبان الذين اعتنقوا الإسلام. وهناك الصقالبة فيها الموالي المتحدرون من أصل أجنبي سواء أكانوا من شواطئ البحر الأحمر، أم من مناطق أوروبية أخرى كايطاليا وفرنسا وبرمانيا.
وفي سنة 144هـ غزا والى الأندلس عبد الرحمن الغافقي فرنسية في مكان يُدعى بلاط الشهداء، قرب مدينة بواتيه، على أقل من ثلاثمائة كيلو متر جنوب باريس. وقد انهزم العرب في هذه المعركة وقُتل عبد الرحمن الغافقي نفسه. كان العلماء يأتون من أنحاء أوروبة إلى قرطبة ليتزوّدوا العلم. ثم بدا العرب يتنازعون في الأندلس. وضعف خلفاء قرطبة وينشؤون الدويلات. فتقسمت الأندلس رقاعا صفارا من الدويلات عرفت باسم دويلات ملوك الطوائف. من هؤلاء الملوك: بنو جَهْور في قرطبة، وبنو عبّاد في اشبيلية، وبنو هود في سَرَقسبطة وبنو ذى النون في طُلَيْصلة.
على كل حال كان العناصر التي سادت الأندلس أربعة:
(1) العرب, وكانو يحسون إحساسا قويّا بأرستقراطيتهم لغبتهم على الإسبانيّين والبربر وإدخالهم في الإسلام, وبلغتهم التي تفوق غيرها
(2) البربر, وهم يشاركون العرب في البداوة الإسلام والعصبيّة القبليّة والشجاعة, ولذالك وجد منهم العرب الأمرين عند فتحهم في المغرب.
(3) الإسبان, وهم مسيحيون كاثوليك, يرون انّ البربر والعراب دخلاء عليهم وانّهم احقّ بملك بلادهم.
(4) المسلمون المولدون من تزاوج العرب بالبربر, او العرب با لإسبانيات والصقالبة, وكان لذالك سبب كبير, وهو انّ الجيش الفاتح كان من الرجال الننازحين من الشرق الذين قطعوا مسافات بعيدة حتى وصلوا إلى الأندلس.
ولما سقط الدولة الأموية في المشرق وقامت الدولة العباسية، دخل الأندلس أمير أموي شاب اسمه عبد الرحمن بن معاوية وأسس فيها دولة مروانية 138هـ/756م. وسمي عبد الرحمن الداخل (لأنه أول من دخل الأندلس من الأمويين).
-الحياة السياسية
العصر الأندلس هو العهد الذي حكم فيه العرب اسبانيا والبرتغال طيلة ثمانية قرون. يبدأ بفتح العرب للأندلس سنة 91هـ/711م وينتهي بسقوط دولة بنى الأحمـر سنة 818هـ/1492ك. وينقسم إلى ثلاثة أقسام: عهد الولاة، والعهد الأموي، والعهد ملوك الطوائف، ومن إليهم:
1- عهد الولاة 92-138 هـــ . كان طارق بن زياد فاتح الأندلس أول هؤلاء الولاة الذين عملوا على توسيع غزواتهم وفتوحهم حتى شملت كل اسبانيا واجتازت جبال البيرينه لتغلغل في قلب فرنسا حيث نازلهم شارل ماتيل في سهول بواتيه وردّهم إلى ما وراء حدوه.
2- عهد الأموي 138-422 هــــ
فرّ عبد الرحمن من الشرق إثر سقوط الدولة الأموية بعد زالت سلطة بني العباس في الأندلس أسست دولة أموية جديدة عاصمتها قرطبة. وقد لقب عبد الرحمن بالدخل لأنه أول من دخل الأندلس من الأمويين، ودام ملكه اربعا وثلاثين سنة. وبلغت أوز الرفي والقوة في زمن عبد الرحمن الثالث الذي ملك طيلة نصف قرون وأعلن نفسه خليفة للمسلمين سنة 928 ولقب بأمير المؤمنين الناصرلدين الله.
3- عهد الأخير493 -897 هـــ
في أواخر العهد الأموي قد ضعفت سلطة الخلافة، استبد بالأمر وزيرهم محمد بن أبي عامر. وقام رؤساء الولايات من عرب وبربر فاستقلوا بمناطقهم وأسسوا دويلات عرفوا بملوك الطوائف.
-الحياة حركة النحوية واللغوية والتأليف الأدبي
كان كلها علوم رواية, اكثر منها علوم دراية. ومن عهد موسى بن نصير الى عهد خليفة الناصر, كانوا ينقلون في البلاد ما عرفوه في الشام من اللغة وأشعار ونحوها, إذ كان بعضهم من غير شك مثقفين. يتناقلون الأشعار وايام العرب و اخبار في سمرهم. انما لم يكن ذلك علما منظما, حتي جاء عبد الرحمن الناصر فطمح ان يقوي مملكته بما قوي به العباسيون دولتهم. وكان من اسباب القوة العباسيين العلم والشعر والأدب وغير ذالك فأراد ان يقلدهم. وراى ان ليس عنده معلمون كبار ينشرون الثقافة العربية بين اهل الأندلس.
فقرر أن يندب لذالك بعض اهل المشرق. وقد بالغوا في ذلك، ومن أشهرما تركوه في هذا الصدد (ألفية ابن مالك) في العالى نحو ز(أجوزة ابن عبدربه) في التاريخ والعروض. ولسهولة حياة الأندلسيين لم يسلكوا مسلك المشارقة في موضوع الزهد والتصوف، كما أنهم لم يتعمقوا كثيرا في الناحية الفلسفة تعمق أهل المشرق.
- الحركة الفنية
عرفت بان اسبانيا مركز لآثر كثيرة, وحضارات قديمة متوالية, ولذالك كانت مدرسة يدرس فيها الفنانون الفنون المختلفة للحضارات المختلفة. فالعرب لما كانوا بالاندلس استفادوا واخرجوه على نحو جديد, استطاعوا به ان يعيد الجميل لمن اقتسبو منهم. لقد توالى على الاندلس الرومان والقوط والعرب والإسبان. فأما الروومان فكانوا ذوي مهارة فنية عظيمة, وأعظم ما خلفوه كان في بلدة ماردة, اذ كانت عاصمة لوزيتانيا, فخلقوا فيها كوبري"جسرًا" كانت له واححد وثامنون حنية او باكية.
ولقد مرّ الأدب الأندلس بثلاثة مراحل:
1. المرحلة الأولى: مرحلة التقليد, تمتد طيلة العهد الأموي، تستغرق نمو ثلاثة قرون. كان الشعراء والكتّاب الذين ظهروا في هذه الفترة كانوا شديد الصلة بأرض المشرق التي انطلقوا منها بينهم: الحجازي، واليمني، والشامي، والعراقي. وكان الشعراء الأولون يتغنون بأرض نجد، وبلاد الشام واليمن. وينظمون شعرهم على نحو ماكان أهل الشرق ينظمونه. ولقد ظهر التقليد في كل شيئ في المعاني والأساليب والأخيلة والصور والموضوعات (المدح، الهجاء، الرثاء، الغزل، الخمريات).
2. المرحلة الثانية : مرحلة الإنتقال وهي مرحلة الإنتقال من التقليد إلى التجديد. ظهرت ملامح التجديد في كل من الشعر والنثر بين أوائل القرن الخامس الهجري وأواخر القرن السادس تتجلى في:
-العناية بالشكل: لهم الإهتمام إلى الموسيقى والألفاظ ورشاقة التعبير وخفة الوزن واشراف الديباجة وقرب المتناول.
-الإقليمية: إن الأندلسيين من الأجيال المولّدة. وهم يصفون بيئتهم ومافيها من خصب وجمال ومستحدثات حضارة وتأثير كذلك في شعرهم.
- الموشحـات: أن الموشحات من اختراع الأندلس وأنها شعر جديد يختلف تمام الإختلافات عن القصيدة الكلاسيكية في أوزانه وقوافيه وشروط تركيبه. ولقد وضعت الموشحات للغناء واستخذمت في شتى الأغراض الخمريات والغزل ووصف الطبيعة
3. مرحلة التجديد: هي المرحلة الأخيرة من نهضة الأدب في الأندلس. ولقد رافق في ذلك ازدهار الحركة الفكرية ونهضة العلوم والمعارف. أما الشعر: فقد تحرر من المشارقة كل التحرر وصار له أساليبه وفنونه المستمدة من الحياة الأندلسية الخالصة. كشعر الموشحات وشعر الوصف والشعر الوجداني.
المراجع
- أحمد آمين .ظهر الإسلام" الجزء الثالث": مكتبة النهضة المصر.
- جرجي زيدان. تاريخ آدب اللغة العربية : دار الفكر بيروت. 1996
0 komentar:
Posting Komentar