كثير من الشعراء العربيــــة الذين يدورون في العصر الحديث بخصائصهم المختلفة ألوانها. هم يعيشون في الزمن العصري الذي فيه الأمور المختلفة بالزمن الماضي، اما في مجال الثقاقية او السياسيــــة او الإجتماعية او الإقتصادية والأخرى.
وفي هذه الفرصة المباركة أراد الكاتب البحث عن عدد الشعراء في العصر الحديث منهم نجيب محفوظ وطه حسين و سيدة نوال السعداوي العزيزة. لازم لطلاب قسم اللغة العربية وآدابها أن يعرف أسماء الشعراء المشهورة في عصورهم بخصائصهم الخاصة.
ولازم لطلاب معرفة أفكارهم و مذهبهم والأقال التي تخرج من أفواههم، ومعرفة أحوال الشعراء حينما يقابلون مشكلة الحياة والخلافية فيهم.
ولد في 11 ديسمبر 1911، حصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة عام 1934. أمضى طفولته في حي الجمالية حيث ولد، ثم انتقل إلى العباسية والحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة القديمة التي أثارت اهتمامه في أعماله الأدبية وفي حايته الخاصة.
حصل على إجازة في الفلسفة عام 1934 وأثناء إعداده لرسالة الماجستير " وقع فريسة لصراع حاد" بين متابعة دراسة الفلسفة وميله إلى الأدب الذي نمى في السنوات الأخيرة لتخصصه بعد قراءة العقاد وطه حسين.
تقلد منذ عام 1959حتى إحالته على المعاش عام 1971 عدة مناصب حيث عمل مديراً للرقابة على المصنفات الفنية ثم مديراً لمؤسسة دعم السينما ورئيساً لمجلس إدارتها ثم رئيساً لمؤسسة السينما ثم مستشاراً لوزير الثقافة لشئون السينما.
بدأ كتابة القصة القصيرة عام 1936 . وانصرف إلى العمل الأدبي بصورة شبه دائمة بعد التحاقه في الوظيفة العامة.
عمل في عدد من الوظائف الرسمية، ونشر رواياته الأولى عن التاريخ الفرعوني. ولكن موهبته ستتجلى في ثلاثيته الشهيرة ( بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية) التي انتهى من كتابتها عام 1952 ولم يتسن له نشرها قبل العام 1956 نظرا لضخامة حجمها.
هو عضو المجلس الأعلى للثقافة والمجلس القومي للثقافة، نال وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى، ونال جائزة نوبل للأدب سنة1989.
نقل نجيب محفوظ في أعماله حياة الطبقة المتوسطة في أحياء القاهرة، فعبر عن همومها وأحلامها ، وعكس قلقها وتوجساتها حيال القضايا المصيرية. كما صور حياة الأسرة المصرية في علاقاتها الداخلية وامتداد هذه العلاقات في المجتمع.
ولكن هذه الأعمال التي اتسمت بالواقعية الحية لم تلبث أن اتخذت طابعا رمزيا كما في رواياته " أولاد حارتنا" و "الحرافيش" و "رحلة ابن فطومة".
بين عامي 1952 و 1959 كتب عددا من السيناريوهات للسينما. ولم تكن هذه السيناريوهات تتصل بأعماله الروائية التي سيتحول عدد منها إلى الشاشة في فترة متأخرة.
ومن هذه الأعمال " بداية ونهاية" و" الثلاثية" و" ثرثرة فوق النيل" و" اللص والكلاب" و" الطريق ".
صدر له ما يقارب الخمسين مؤلفا من الروايات والمجموعات القصصية.
ترجمت معظم أعماله إلى 33 لغة في العالم .منها على سبيل المثال لا الحصر:
· مصر القديمة
· همس الجنون
· عبث الأقدار
· رادوبيس
· كفاح طيبة
· القاهرة الجديدة
· خان الخليلي
· زقاق المدق
· السراب
· بداية ونهاية
· بين القصرين
· قصر الشوق
· السكرية
· اللص والكلاب
· السمان والخريف
· دنيا الله
· الطريق
· الشحاذ
· بيت سيئ السمعة
· ثرثرة فوق النيل
· أولاد حارتنا
· ميرامار
· تحت المظلة
· خمارة القط الأسود
· حكاية بلا بداية ونهاية
· شهر العسل
· المرايا
· الحب تحت المطر
· الجريمة
· الكرنك
· حكايات حارتنا
· قلب الليل
· حضرة المحترم
· ملحمة الحرافيش
· الشيطان يعظ
· قشتمر
وعند تسليمه جائزة نوبل للآداب عام 1989قال هذه الكلمة :
سيداتى، سادتى..
فى البدء أشكر الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل التابعة لها على التفاتها الكريم الاجتهادى المثابر الطويل وأرجو أن تتقبلوا بسعة صدر حديثى إليكم بلغة غير معروفة لدى الكثيرين منكم، ولكنها هى الفائز الحقيقى بالجائزة، فمن الواجب أن تسبح أنغامها فى واحتكم الحضارية لأول مرة. وإنى كبير الأمل ألا تكون المرة الأخيرة، وأن يسعد الأدباء من قومى بالجلوس بكل جدارة بين أدبائكم العالميين ا لذين نشروا أريج البهجة والحكمة فى دنيانا المليئة بالشجن
سادتى..
أخبرنى مندوب جريدة أجنبية فى القاهرة بأن لحظة إعلان اسمى مقرونا بالجائزة ساد الصمت وتساءل كثيرون عمن أكون ـ فاسمحوا لى أن أقدم لكم نفسى بالموضوعية التى تتيحها الطبيعة البشرية. أنا ابن حضارتين تزوجتا فى عصرمن عصور التاريخ زواجا موفقا، أولاهما عمرها سبعة آلاف سنة وهى الحضارة الفرعونية، وثانيتهما عمرها ألف وأربعمائة سنة وهى الحضارة الإسلامية. ولعلى لست فى حاجة إلى تعريف بأى من الحضارتين لأحد منكم، وأنتم من أهل الصفوة والعلم، ولكن لا بأس من التذكير ونحن فى مقام النجوى والتعارف وعن الحضارة الفرعونية لن أتحدث عن الغزوات وبناء الإمبراطوريات فقد أصبح ذلك من المفاخر البالية التى لا ترتاح لذكرها الضمائر الحديثة والحمد لله. ولن أتحدث عن اهتدائها لأول مرة إلى الله سبحانه وتعالى وكشفها عن فجر الضمير البشرى. فلذلك مجال طويل فضلا عن أنه لا يوجد بينكم من لم يلم بسيرة الملك النبى أخناتون. بل لن أتحدث عن انجازاتها فى الفن والأدب ومعجزاتها الشهيرة الأهرام وأبو الهول والكرنك. فمن لم يسعده الحظ بمشاهدة تلك الآثار فقد قرأ عنها وتأمل صورها. دعونى أقدمها ـ الحضارة الفرعونية ـ بما يشبه القصة طالما أن الظروف الخاصة بى قضت بأن أكون قصاصا، فتفضلوا بسماع هذه الواقعة التاريخية المسجلة. تقول أوراق البردى أن أحد الفراعنة قد نما إليه أن علاقة آثمة نشأت بين بعض نساء الحريم وبعض رجال الحاشية. وكان المتوقع أن يجهز على الجميع فلا يشذ فى تصرفه عن مناخ زمانه. ولكنه دعا إلى حضرته نخبة من رجال القانون. وطالبهم بالتحقيق فيما نما إلى علمه، وقال لهم إنه يريد الحقيقة ليحكم بالعدل. ذلك السلوك فى رأىى أعظم من بناء إمبراطورية وتشييد الأهرامات وأدل على تفوق الحضارة من أى أبهة أو ثراء. وقد زالت الإمبراطورية وأمست خبرا من أخبار الماضى. وسوف يتلاشى الأهرام ذات يوم ولكن الحقيقة والعدل سيبقيان مادام فى البشرية عقل يتطلع أو ضمير ينبض وعن الحضارة الأسلامية فلن أحدثكم عن دعوتها إلى إقامة وحدة بشرية فى رحاب الخالق تنهض على الحرية والمساواة والتسامح، ولا عن عظمة رسولها. فمن مفكريكم من كرمه كأعظم رجل فى تاريخ البشرية. ولا عن فتوحاتها التى غرست الآف المآذن الداعية للعبادة والتقوى والخير على امتداد أرض مترامية ما بين مشارف الهند والصين وحدود فرنسا. ولا عن المآخاة التى تحققت فى حضنها بين الأديان والعناصر فى تسامح لم تعرفه الانسانية من قبل ولا من بعد. ولكنى سأقدمها فى موقف درامى ـ مؤثر ـ يلخص سمة من أبرز سماتها. ففى إحدى معاركها الظافرة مع الدولة البيزنطية ردت الأسرى فى مقابل عدد من كتب الفلسفة والطب والرياضة من التراث الإغريقى العتيد. وهى شهادة قيمة للروح الإنسانى فى طموحه إلى العلم والمعرفة. رغم أن الطالب يعتنق دينا سماويا والمطلوب ثمرة حضارة وثنية قدر لى يا سادة أن أولد فى حضن هاتين الحضارتين. وأن أرضع لبانهما واتغذى على أدابهما وفنونهما. ثم ارتويت من رحيق ثقافتكم الثرية الفاتنة. ومن وحى ذلك كله بالإضافة إلى شجونى الخاصة ـ ندت عنى كلمات. أسعدها الحظ باستحقاق تقدير أكاديميتكم الموقرة فتوجت اجتهادى بجائزة نوبل الكبرى. فالشكر أقدمه لها باسمى وباسم البناة العظام الراحلين من مؤسسى الحضارتين
سادتى..
لعلكم تتساءلون: هذا الرجل القادم من العالم الثالث كيف وجــد من فـراغ البال ما أتاح له أن يكتب القصص وهو تساؤل فى محله.. فأنا قادم من عالم ينوء تحت أثقال الديون حتى ليهدده سدادها بالمجاعة أو ما يقاربها. يهلك منه أقوام فى أسيا من الفيضانات. ويهلك آخرون فى أفريقيا من المجاعة. وهناك فى جنوب أفريقيا ملايين المواطنين قضى عليهم بالنبذ والحرمان من أى من حقوق الانسان فى عصر حقوق الإنسان وكأنهم غير معدودين من البشر. وفى الضفة وغزة أقوام ضائعون رغم أنهم يعيشون فوق أرضهم وأرض آبائهم وأجدادهم وأجداد أجدادهم. هبوا يطالبون بأول مطلب حققه الإنسان البدائى وهو أن يكون لهم موضع مناسب يعترف لهم به. فكان جزاء هبتهم الباسلة النبيلة ـ رجالا ونساء وشبابا وأطفالا ـ تكسيرا للعظام وقتلا بالرصاص وهدما للمنازل وتعذيبا فى السجون والمعتقلات. ومن حولهم مائة وخمسون مليونا من العرب. يتابعون ما يحدث بغضب وأسى مما يهدد المنطقة بكارثة إن لم تتداركها حكمة الراغبين فى السلام الشامل العادل أجل كيف وجد الرجل القادم من العالم الثالث فراغ البال ليكتب قصصا؟ ولكن من حسن الحظ أن الفن كريم عطوف. وكما أنه يعايش السعداء فأنه لا يتخلى عن التعساء. ويهب كل فريق وسيلة مناسبة للتعبير عما يجيش به صدره وفى هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ الحضارة لا يعقل ولا يقبل أن نتلاشى أنات البشر فى الفراغ. لا شك أن الإنسانية قد بلغت على الأقل سن الرشد. وزماننا يبشر بالوفاق بين العمالقة ويتصدى العقل للقضاء على جميع عوامل الفناء والخراب. وكما ينشط العلماء لتطهير البيئة من التلوث الصناعى فعل المثقفين أن ينشطوا لتطهير البشرية من التلوث الأخلاقى. فمن حقنا وواجبنا أن نطالب القادة الكبار فى دول الحضارة كما نطالب رجال اقتصادها بوثبة حقيقية تضعهم فى بؤرة العصر. قديما كان كل قائد يعمل لخير أمته وحدها معتبرا بقية الأمم خصوما أو مواقع للاستغلال. دونما أى اكتراث لقيمة غير قىمة التفوق والمجد الذاتى. وفى سبيل ذلك أهدرت أخلاق ومبادئ وقيم. وبرزت وسائل غير لائقة. وازهقت ارواح لا تحصى. فكان الكذب والمكر والغدر والقسوة من آيات الفطنة، ودلائل العظمة. اليوم يجب أنت تتغير الرؤية من جذورها. اليوم يجب أن تقاس عظمة القائد المتحضر بمقدار شمول نظرته وشعوره لمسئولية نحو البشرية جميعا. وما العالم المتقدم والثالث إلا أسرة واحدة، يتحمل كل إنسان مسئوليتة نحوها بنسبة ما حصل من علم وحكمة وحضارة. ولعلى لا أتجاوز واجبى إذا قلت لهم باسم العالم الثالث: لا تكونوا متفرجين على مآسينا ولكن عليكم أن تلعبوا فيها دورا نبيلا يناسب أقداركم. إنكم من موقع تفوقكم مسئولون عن أى انحراف يصيب أى نبات أو حيوان فضلا عن الإنسان فى أى ركن من أركان المعمورة. وقد ضقنا بالكلام وآن أوان العمل. آن الأوان لإلغاء عصر قطاع الطرق والمرابين. نحن فى عصر القادة المسئولين عن الكرة الأرضية. انقذوا المستبعدين فى الجنوب الإفريقى. انقذوا الجائعين فى إفريقيا. انقذوا الفلسطينيين من الرصاص والعذاب بل انقذوا الإسرائيليين من تلويث تراثهم الروحى العظيم. انقذوا المديونين من قوانين الاقتصاد الجامدة. والفتوا أنظارهم إلى أن مسئوليتهم عن البشر يجب أن تقدم على التزامهم بقواعد علم لعل الزمن قد تجاوزه
سادتى..
معذرة، أشعر بأنى كدرت شيئا من صفوكم ولكن ماذا تتوقعون من قادم من العالم الثالث. أليس أن كل إناء بما فيه ينضح؟
ثم أين تجد أنات البشر مكانا تتردد فيه إذا لم تجده فى واحتكم الحضارية التى غرسها مؤسسها العظيم لخدمة العلم والأدب والقيم الإنسانية الرفيعة؟ وكما فعل ذات يوم برصد ثروته للخير والعلم طلبا للمغفرة فنحن ــ أبناء العالم الثالث ــ نطالب القادرين المتحضرين باحتذاء مثاله واستيعاب سلوكه ورؤيته
سادتى..
رغم كل ما يجرى حولنا فإننى ملتزم بالتفاؤل حتى النهاية. لا أقول مع الفيلسوف كانت إن الخير سينتصر فى العالم الآخر. فإنه يحرز نصرا كل يوم. بل لعل الشر أضعف مما نتصور بكثير. وأمامنا الدليل الذى لا يجحد. فلولا النصر الغالب للخير ما استطاعت شراذم من البشر الهائمة على وجهها عرضة للوحوش والحشرات والكوارث الطبيعية والأوبئة والخوف والأنانية. أقول لولا النصر الغالب للخير ما استطاعت البشرية أن تنمو وتتكاثر وتكون الأمم وتكتشف وتبدع وتخترع وتغزو الفضاء وتعلن حقوق الإنسان: غاية ما فى الأمر أن الشر عربيد ذوصخب ومرتفع الصوت وأن الإنسان يتذكر ما يؤلمه أكثر مما يسره. وقد صدق شاعرنا أبو العلاء عندما قال
إن حزنا ساعة الموت أضعاف سرور ساعة الميلاد
سادتى..
أكرر الشكر وأسألكم العفو
2.طه حسين
المولد والنشأة:
طه حسين (14 نوفمبر 1889 الى 28 أكتوبر 1973) أديب و ناقد مصري كبير لقّب بعميد الأدب العربي. غيّر [الرواية]] العربية خالق السيرة الذاتيّة مع كتابه "الايام" الذي نشر عام 1929.ولد في الصعيد و درس في جامع الأزهر والجامعة الأهلية ثمّّ في فرنسا في جامعة "السوربون". طه حسين فقد البصر فيما كان عمره 3 سنوات. تولّى إدارة جامعة الإسكندرية سنة 1943 ثمّ أصبح وزير المعارف سنة 1950. من مؤلفاته نذكر : "في الأدب الجاهلي" و خصوصا "الأيام"سيرته الذاتية، إضافة إلى بعض الأعمال القصصية (دعاء الكروان شجرة البؤس المعذبون في الأرض)، والتاريخية (على هامش السيرة) والنقدية (حديث الأربعاء من حديث الشعر والنثر) والفكرية (مستقبل الثقافة في مصر).. فضلاً عن بعض الأعمال المترجمة. وقد رفض المجتمع المصري المحافظ الكثير من ارائه في موضوعات مختلفة خاصة حين رجوعه من فرنسا. يعتبر كتابه "الايام" سيرة ذاتية تعبر عن سخط كاتبها على واقعه الاجتماعي، خاصة بعد ان عرف الحياة في مجتمع غربي متطور. طه حسين (1889-1973) واحد من أهم -إن لم يكن أهم- المفكرين العرب في القرن العشرين. وترجع أهميته إلى الأدوار الجذرية المتعددة التي قام بها في مجالات متعددة, أسهمت في الانتقال بالإنسان العربي من مستوى الضرورة إلى مستوى الحرية, ومن الظلم إلى العدل, ومن التخلف إلى التقدم, ومن ثقافة الإظلام إلى ثقافة الاستنارة, فهو أجسر دعاة العقلانية في الفكر, والاستقلال في الرأى, والابتكار في الإبداع, والتحرر في البحث الأدبي, والتمرد على التقاليد الجامدة. وهو أول من كتب عن (مستقبل الثقافة) بالحماسة التي كتب بها عن (المعذبين في الأرض), وبالشجاعة التي تحرر بها من ثوابت النقل البالية, فاستبدل الاجتهاد بالتقليد, والابتداع بالاتباع, وأقام الدنيا ولم يقعدها حين أصدر كتابه (في الشعر الجاهلي) الذي كان بمثابة الاستهلال الجذري للعقل العربي المحدث والحديث في آن.
ولد طه حسين في الرابع عشر من نوفمبر سنة 1889 في عزبة (الكيلو) التي تقع على مسافة كيلومتر من (مغاغة) بمحافظة المنيا بالصعيد الأوسط. وكان والده حسين عليّ موظفًا صغيرًا, رقيق الحال, في شركة السكر, يعول ثلاثة عشر ولدًا, سابعهم طه حسين. ضاع بصره في السادسة من عمره نتيجة الفقر والجهل, وحفظ القرآن الكريم قبل أن يغادر قريته إلى الأزهر طلبًا للعلم. وتتلمذ على الإمام محمد عبده الذي علمه التمرد على طرائق الاتباعيين من مشايخ الأزهر, فانتهى به الأمر إلى الطرد من الأزهر, واللجوء إلى الجامعة المصرية الوليدة التي حصل منها على درجة الدكتوراه الأولى في الآداب سنة 1914 عن أديبه الأثير: أبي العلاء المعري . ولم تمر أطروحته من غير ضجة واتهام من المجموعات التقليدية حتى بعد أن سافر إلى فرنسا للحصول على درجة الدكتوراه الفرنسية. وعاد من فرنسا سنة 1919 بعد أن فرغ من رسالته عن ابن خلدون, وعمل أستاذًا للتاريخ اليوناني والروماني إلى سنة 1925, حيث تم تعيينه أستاذًا في قسم اللغة العربية مع تحول الجامعة الأهلية إلى جامعة حكومية. وما لبث أن أصدر كتابه (في الشعر الجاهلى) الذي أحدث عواصف من ردود الفعل المعارضة, وأسهم في الانتقال بمناهج البحث الأدبي والتاريخي نقلة كبيرة فيما يتصل بتأكيد حرية العقل الجامعي في الاجتهاد. وظل طه حسين يثير عواصف التجديد حوله, في مؤلفاته المتتابعة ومقالاته المتلاحقة وإبداعاته المتدافعة, طوال مسيرته التنويرية التي لم تفقد توهج جذوتها العقلانية قط, سواء حين أصبح عميدًا لكلية الآداب سنة 1930, وحين رفض الموافقة على منح الدكتوراه الفخرية لكبار السياسيين سنة 1932, وحين واجه هجوم أنصار الحكم الاستبدادي في البرلمان, الأمر الذي أدى إلى طرده من الجامعة التي لم يعد إليها إلا بعد سقوط حكومة صدقي باشا. ولم يكف عن حلمه بمستقبل الثقافة أو انحيازه إلى المعذبين في الأرض في الأربعينات التي انتهت بتعيينه وزيرًا للمعارف في الوزارة الوفدية سنة 1950, فوجد الفرصة سانحة لتطبيق شعاره الأثير (التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن). وظل طه حسين على جذريته بعد أن انصرف إلى الإنتاج الفكري, وظل يكتب في عهد الثورة المصرية ، إلى أن توفي عبد الناصر, وقامت حرب أكتوبر التي توفي بعد قيامها في الشهر نفسه سنة 1973. وتحفته (الأيام) أثر إبداعي من آثار العواصف التي أثارها كتابه (في الشعر الجاهلي), فقد بدأ في كتابتها بعد حوالي عام من بداية العاصفة, كما لو كان يستعين على الحاضر بالماضي الذي يدفع إلى المستقبل. ويبدو أن حدة الهجوم عليه دفعته إلى استبطان حياة الصبا القاسية, ووضعها موضع المساءلة, ليستمد من معجزته الخاصة التي قاوم بها العمى والجهل في الماضي القدرة على مواجهة عواصف الحاضر.
ولذلك كانت (الأيام) طرازًا فريدًا من السيرة التي تستجلي بها الأنا حياتها في الماضي لتستقطر منها ما تقاوم به تحديات الحاضر, حالمة بالمستقبل الواعد الذي يخلو من عقبات الماضي وتحديات الحاضر على السواء. والعلاقة بين الماضي المستعاد في هذه السيرة الذاتية والحاضر الذي يحدد اتجاه فعل الاستعادة أشبه بالعلاقة بين الأصل والمرآة, الأصل الذي هو حاضر متوتر يبحث عن توازنه بتذكر ماضيه, فيستدعيه إلى وعي الكتابة كي يتطلع فيه كما تتطلع الذات إلى نفسها في مرآة, باحثة عن لحظة من لحظات اكتمال المعرفية الذاتية التي تستعيد بها توازنها في الحاضر الذي أضرّ بها. ونتيجة ذلك الغوص عميقًا في ماضي الذات بما يجعل الخاص سبيلا إلى العام, والذاتي طريقًا إلى الإنساني, والمحلي وجهًا آخر من العالمي, فالإبداع الأصيل في (الأيام) ينطوي على معنى الأمثولة الذاتية التي تتحول إلى مثال حي لقدرة الإنسان على صنع المعجزة التي تحرره من قيود الضرورة والتخلف والجهل والظلم, بحثًا عن أفق واعد من الحرية والتقدم والعلم والعدل. وهي القيم التي تجسّدها (الأيام) إبداعًا خالصًا في لغة تتميز بثرائها الأسلوبي النادر الذي جعل منها علامة فريدة من علامات الأدب العربي الحديث.ً
في الشعر الجاهلي
في عام 1926 ألف طه حسين كتابه المثير للجدل "في الشعر الجاهلي" وعمل فيه بمبدأ ديكارت وخلص في استنتاجاته وتحليلاته أن الشعر الجاهلي منحول، وأنه كتب بعد الإسلام ونسب للشعراء الجاهليين وزاد طه حسين فنال من الإسلام والقرآن. فتصدى له العديد من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد لطفي جمعة والشيخ محمد الخضري وغيرهم. كما قاضى عدد من علماء الأزهر طه حسين إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت أن رأيه قصد به الإساءة المتعمدة للدين أو للقرآن. فعدل اسم كتابه إلى "في الأدب الجاهلي" وحذف منه المقاطع الأربعة التي اخذت عليه.
أقواله
"للتوراة أن تحدثنا عن إبراهيم وإسماعيل، وللقرآن أن يحدثنا عنهما أيضاً، ولكن ورود هذين الاسمين في التوراة والقرآن لا يكفي لإثبات وجودهما التاريخي، فضلاً عن إثبات هذه القضية التي تحدثنا بهجرة إسماعيل بن إبراهيم إلى مكة ونشأة العرب المستعربة، ونحن مضطرون أن نرى في هذه القصة نوعاً من الحيلة في إثبات الصلة بين اليهود والعرب من جهة، وبين الإسلام واليهود، والقرآن والتوراة من جهة أخرى" !!(نقلاً عن: طه حسين : حياته وفكرة في ميزان الإسلام، للأستاذ أنور الجندي، ص 8).
"أن نسير سيرة الأوروبيين ونسلك طريقهم، لنكون لهم أنداداً، ولنكون لهم شركاء في الحضارة، خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يُكره، وما يُحمد منها وما يُعاب" (مستقبل الثقافة في مصر، ص 41).
"وما أريد أن أفصل الأحداث الكثيرة الكبرى التي حدثت في أيامهما، فذلك شيء يطول، وهو مفصل أشد التفصيل فيما كتب عنهما القدماء والمحدثون. وأنا بعد ذلك أشك أعظم الشك فيما روي عن هذه الأحداث، وأكاد أقطع بأن ما كتب القدماء من تاريخ هذين الإمامين العظيمين، ومن تاريخ العصر القصير الذي وليا فيه أمور المسلمين، أشبه بالقصص منه بتسجيل الحقائق التي كانت في أيامهما" !! (نقلاً عن : طه حسين في ميزان العلماء، ص 214).
مؤلفاته
* الفتنة الكبرى عثمان.
* الفتنة الكبرى علي وبنوه.
* في الشعر الجاهلي.
* الأيام.
* دعاء الكروان.
* شجرة السعادة.
* المعذبون في الأرض.
* على هامش السيرة.
* حديث الأربعاء.
* من حديث الشعر والنثر.
* مستقبل الثقافة في مصر.
* أديب
وفاته
توفي عميد الأدب العربي في 28 أكتوبر 1973 عن عمر يناهز 84 عاماً.
3.نوال السعداوي
المولد والنشأة:
ولدت نوال السعداوي في 27 من أكتوبر عام 1930م، بمنطقة العباسية في القاهرة، وكان أبوها أزهريًّا، تخرج من أكبر المعاهد الدينية الشرعية في وقته وهي: الأزهر والقضاء الشرعي وكلية دار العلوم، ولكنه كان كما تصفه بأنه متمرد على الفهم الخاطئ للدين، على حد زعمها.
ولكن يتضح من كلامها عنه أنه لم يكن متمردًا على الفهم الخاطئ للدين، بل كان متمردًا على مفاهيم الدين برمته، ومعترضًا على كثير من ثوابته، فهي تقول عنه في كتابها (المرأة والدين والأخلاق): (كان أبي ضد تعدد الزوجات) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(50)].
بل إنها تكشف بقلمها النقاب عن العوامل التي أثرت في نشأتها، فتحكي عن نقاشات طالما دارت بين أبيها بفهمه المتمرد للدين الإسلامي، وأخيه ـ عمها ـ بفهمه الصحيح للدين، فتقول: (بينما كان يرى عمي الشيخ أن النص ثابت ومقدس، كان أبي يرى أن عبادة النص مناقضة للإيمان، وليس ذلك إلا أحد موروثات الوثنية ... هكذا فهمت الدين عن أبي) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(50)].
إذًا هكذا كان خطوات السعداوي الأولى في عالم الخرافات الفكرية، فهي ترى في صورة أبيها المتمرد على ثوابت الشريعة صورة الفهم الصحيح للإسلام!
مراحل حياتها:
تخرجت السعداوي في كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر 1954م، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية.
وبعد تخرجها بعام، عملت كطبيب امتياز في مستشفى القصر العيني الجامعية بالقاهرة، ولكنها فصلت بعد صدور ست قرارات من وزارة الصحة المصرية؛ بسبب خرافتها وافتراءتها الفكرية.
تزوجت السعداوي من الطبيب والروائي المصري شريف حتاتة، وهو روائي ماركسي، يشترك معها في تلك الترهات الفكرية، تحقيقًا لمعنى الآية الكريمة: {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ} [النور:26].
وفي عام 1982م، قامت بإنشاء جمعية تضامن المرأة العربية، وهي المنظمة العربية النسائية الوحيدة التي نالت المركز الاستشاري لحساب المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة لعام 1985م.
وبالطبع لم تمنح الجمعية ذلك الاعتراف لجهودها الطيبة، وخطواتها المباركة؛ بل لأنها رفعت شعارًا علنيًّا مفاده: (رفع الحجاب عن عقل المرأة)، بينما كانت ممارساتها كلها تنبؤ بأن الشعار الحقيقي هو: (رفع الحياء والعفة عن المرأة).
ويكفي أن تعلم ـ عزيزي القارئ ـ أن الجمعية أصدرت جريدة نسوية شهرية اسمها (مجلة نون)، في عام 1990م والتي تم إغلاقها بعدها بعام، كما تم إغلاق الجمعية أيضًا، بتهمة مخالفة الأحكام والآداب العامة وتهديد السلم الاجتماعي، وتم نفيها خارج مصر، لتقضي خمس سنوات، عادت بعدها لتكمل مسيرة ازدائها للإسلام، ومحاولة النيل من ثوابت الشريعة.
خرافتها الفكرية:
وقد أصدرت نوال السعداوي حتى الآن ما جاوز الأربعين كتابًا، ولكن أشهر وأخطر مؤلفاتها كتاب (المرأة والدين والأخلاق 2000م)، وكتاب (سقوط الإمام 1987م)، وغيرها من الكتب والروايات التي تعج بأفكارها المنحرفة.
وسلسلة التخرصات والافتراءات الفكرية لنوال السعداوي لا تنتهي، فحياتها تعج بمثل هذه الخرافات، والتي سنذكر طرفًا منها، جمعناه من أشهر كتبها (المرأة والدين والأخلاق)، والتي جمعت فيه مجموعة من أخطر تلك الفريَّات، ومن بعض تصريحاتها وآرائها الهدامة، وذلك كما يلي:
Ø تطاولها على الذات الإلهية:
حيث تقول: (إذا كان الله هو العدل والحرية والمساواة والكرامة والحق والجمال فهو موجود، بل لابد أن يقف مع المظلومين من النساء والرجال، ولا يقف مع الظالمين والحكام الأقوياء عالميًّا ومحليًّا وداخل العائلة) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(227-228)].
فهي تدعي بصراحة أن الله عز وجل يقف مع الظالمين، تعالى الله عما تقول علوًّا كبيرًا، وهو القائل: {وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [آل عمران:182].
وهذا ما رد الدكتور سيد العفاني عليه قائلًا: (نقول لنوال السعداوي زعيمة المستنيرات: تطلقين مفهوم الألوهية والله على مجموعة من القيم والمثل، هل تجهلين وأنت على مشارف الثمانين أن لله ذاتًا، لها صفات تليق بجلالها) [أعلام وأقزام في ميزان الإسلام، د.سيد العفاني، ص(457)].
ولا تكتفِ الدكتورة نوال بذلك الحد من التطاول وسوء الأدب مع الله، بل تتعداه لتدخل نفسها في جدلية عقيمة، بل يقطر منها محاولة الإهانة الصـريحة للذات الإلهية، حين تدعي أن المشكلة الرئيسية في الأديان أنها تجعل من الإله الذكر أصل الوجود، بينما تحتفي بالعقائد الفرعونية؛ لأنها كان بها آلهة إناث وكانت لهن مكانة عالية.
وفي ذلك المعنى القبيح تقول: (ويثبت التاريخ المصري القديم أن تعدد الإلهات الإناث والآلهة الذكور كان هو السائد، وأن الإلهات كانت لهن مكانة عالية تعلو أحيانًا على الآلهة الذكور) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(20)].
وفي تعقيب الدكتورة هبة رؤوف عزت وردها على تلك الهرطقة الفكرية، تقول: (أنا لا أدري كيف تجهل د.نوال السعداوي رغم سنوات العمر الطويلة هذه أن الله في الإسلام {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى: 11]، وأنه ليس ذكرًا أو أنثى وأن هذا هو جوهر التوحيد في الإسلام والذي يميزه عن أيَّة عقيدة أخرى) [تعقيب د.هبة رؤوف عزت على كتاب المرأة والدين والأخلاق، ص(257)].
Ø وصفها لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالمتمرد:
فقد قالت السعداوي في برنامج "نلتقي"، والذي يذاع على قناة دبي الفضائية: (الدين الإسلامي فيه تمرد والرسول محمد كان متمردًا على قريش حتى أنهم حاولوا قتله، ونحن لا نريد أن نكون متمردين كمحمد) [الصواعق السماوية علي منكري آيات الكتاب وصحيح السنة النبوية، راشد عبد المعطي محفوظ، ص(8)].
وهذه كلمات لا يفهم منها سوى أنها محاولة خبيثة للنيل من خير البشر صلى الله عليه وسلم، وكيف يكون محمد صلى الله عليه وسلم متمردًا، وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين؟!
Ø إزدراؤها للأديان السماوية:
حيث تقول ما نصه: (إن مشكلة الأديان بما فيها الأديان السماوية الثلاثة، أنها نشأت في ظل مجتمعات عبودية، ولهذا انعكست هذه الفلسفة العبودية الفردية في الأديان) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(217)].
بينما ترى في مقطع آخر أن الأديان ليست وحيًّا من عند الله، بل هي كما تقول نتاج اجتماعي، فتقول: (إن الدين جزء من المجتمع، وهو نتاج من نتاجات المجتمع البشـري فكرًا وممارسة، وهو نتيجة لتفاعل عوامل اجتماعية وسياسية دولية ومحلية) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(79-80)].
بل إنها تجعل ماديات الحياة في المقام الأول قبل الدين والتزام الشرع، فتقول: (إن لقمة العيش تأتي قبل الدين في الحياة البشـرية في أي مكان وزمان، ولا يمكن أن يفكر الإنسان في الدين إلا بعد أن يأكل) [المرأة والدين والأخلاق، نوال السعداوي، ص(107)].
Ø وصفها الحج بأنه من بقايا الوثنية:
ثم تضيف حلقة في ذلك العقد غير الفريد لأكاذيبها، ففي منتدى أقامته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بتاريخ 10 مارس 2007، أجابت نوال السعداوي على سؤال عن سبب رفضها لفريضة الحج ـ وكأن لها الحق في ذلك ـ قائلة: (كل طقوس الحج جاءت قبل ظهور الأديان، وهذا هو جزء من التاريخ؛ فالحج ليس عبادة إسلامية فقط، فالإسلام جاء ليمنع تقبيل الحجر الأسود) [موقع بي بي سي http://news.bbc.co.uk].
بل إنها وصفت الحج في مقابلة مع جريدة الميدان المصرية الأسبوعية في عددها الصادر في 6 مارس 2001م، أنه (من بقايا الوثنية) [موقع الجزيرة نت www.aljazeera.net].
Ø دعوتها الصريحة إلى العلمانية:
ففي منتدى هيئة الإذاعة البريطانية، قالت نوال السعداوي: (أنا أرفض قيام الدولة الدينية، وأطالب بفصل الدين عن الدولة، وإلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تعتبر الإسلام مصدر التشريعات) [موقع بي بي سي العربية http://news.bbc.co.uk]، وهذه كلمات فيها تأييد وتبنٍ صريح منها للعلمانية، وعداء جليٌّ واضحٌ للشريعة الإسلامية.
آخر الحلقات:
وكانت آخر حلقات سلسلة الحياة المخزية ـ وربما لن تكون الأخيرة ـ هي هروبها من مصر إلى بروكسيل عاصمة بلجيكا في عام 2007م، ومنها إلى ولاية فرجينيا في الولايات المتحدة الأمريكية، لترتمي في أحضان الحضارة الغربية التي تربت على أفكارها المسمومة، حتى صارت معولًا من معاول الحضارة الغربية التي تحاول هدم الإسلام، وهيهات أن تصل إلى ذلك.
المراجع
محمد حسين "نوال السعداوي .. ومحاولة النيل من ثوابت الشريعة" 20-5-2009
Nahrub Difan adalah nama pena dari...(bacanya dibalik yach). Puji syukurku kepada Allah SWT atas semua karuniaNya sehingga pembuatan blog ini dapat terwujud setelah sekian lamanya tertunda. Sholawat serta salam semoga selalu tercurah limpahkan kepada Nabi Muhammad SAW yang telah menjadi inspiratorku dalam hidup ini. Terimakasihku kepada ayahanda Mufid AlIchsan-ibunda Riana,dan kepada dia yang selalu ada dalam hati benink pribadi yang aku cintai,dan tidak lupa kepada teman-teman serta pihak-pihak yang telah membantu dalam penyusunannya. Semoga setiap aksara yang berada di dalamnya memberikan faidah bagi kita semua khususnya bagi yang membacanya amin!!!!!
SEKARANGLAH WAKTUNYA KITA UNTUK SALING BERBAGI .....
0 komentar:
Posting Komentar